مؤامرات صهيونية- خطط احتلال غزة وفضح الاستراتيجية الخبيثة
المؤلف: يوسف بن طراد السعدون10.12.2025

يكشف الخطاب السري المنسوب للحاخام الأكبر إيمانويل رابينوفيتش، والذي يزعم أنه ألقاه في 12 يناير 1952 خلال المؤتمر الاستثنائي للجنة الطوارئ لحاخامات أوروبا في بودابست، عن طموحات عريضة. وفقًا للخطاب، فإن الهدف الذي سعى إليه اليهود لآلاف السنين بات وشيكًا، وهو استعادة مكانتهم المرموقة في العالم، ليصبح اليهودي سيدًا وغير اليهود عبيدًا. وتتلخص الخطة في إذكاء نار الفتنة بين الشرق والغرب، وإجبار الدول المحايدة على الانحياز لأحد الطرفين، وتجنب أي محاولة لتهدئة الصراع. والهدف النهائي هو إشعال فتيل الحرب العالمية الثالثة، التي ستكون أشد تدميراً من سابقاتها، وستمثل تتويجًا للصراع التاريخي ضد غير اليهود. ويسعى المخطط إلى الحفاظ على حياد إسرائيل خلال الحرب، لتصبح مركزًا للجان التحكيم والرقابة التي ستشرف على الشعوب المتبقية. ويشير الخطاب المزعوم إلى أنه لن يكون هناك مكان للأديان بعد الحرب، لأنها تمثل تهديدًا لسلطة اليهود العالمية. وقد قام ضابط المخابرات البريطاني الكندي، ويليام غاي كار، بنشر هذا الخطاب في كتابه "أحجار على رقعة الشطرنج" عام 1958.
وفي سياق هذه الاستراتيجية المزعومة، يندرج ما عرضه الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب من خطة مكتوبة للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير سكانه قسرًا. هذه الخطة تعني أن السياسة الخارجية الرسمية للولايات المتحدة تسعى نحو احتلال غير قانوني لأراضٍ ذات سيادة، وتنفيذ تطهير عرقي للسكان، وهو ما يتماشى مع منهج إسرائيل، ويعد جريمة ضد الإنسانية. إن المتأمل في نشأة إسرائيل واستمرارها، يدرك تمام الإدراك أن هذه الخطة وضعت وأقرت من قبل الكيان الصهيوني، ثم سُلمت لحليفهم ليقوم بعرضها من على منصة البيت الأبيض.
إن قدرة اليهود على إثارة الفتن وإشعال الحروب متجذرة في التاريخ الإنساني. وليس من المستغرب أن دولًا غربية عديدة قامت بطردهم من أراضيها بين القرنين الثالث عشر والسادس عشر. وتشمل هذه الدول: إنجلترا (1275)، وفرنسا (1306)، وسكسونيا (1348)، وهنغاريا (1360)، وبلجيكا (1370)، وسلوفاكيا (1380)، والنمسا (1430)، وهولندا (1444)، وإسبانيا (1492)، وليتوانيا (1495)، والبرتغال (1498)، وإيطاليا (1540)، وبافاريا (1551). كما عانت دول أخرى مثل روسيا وألمانيا وغيرها خلال القرنين الماضيين، ولا يزال العالم العربي يعاني من احتلالهم الغاشم للأراضي الفلسطينية.
ولا يخفى على أحد دهاءهم ومكرهم، فهم بارعون في تضليل الرأي العام ودفع الخصوم إلى مواقع دفاعية، من خلال خلق واقع زائف تصبح معه الأفكار والمشاريع الوهمية خيارًا مطروحًا للنقاش. فالخطة التي طرحها ترامب تهدف إلى إثارة ضجة إعلامية، تسعى إسرائيل من خلالها إلى تشتيت انتباه الرأي العام، وتحويل الخطاب السياسي العالمي من إدانة ومطالبة بوقف العدوان والاحتلال، إلى البحث عن بدائل وخيارات، وأن تستخدم هذه الخطة كورقة تفاوضية لكسب التطبيع مع القوى العربية والإسلامية الكبرى، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
إلا أن الشرفاء في الدول العربية والإسلامية والعالم، وكذلك داخل أمريكا والمنظمات الدولية، قد أعلنوا استنكارهم وشجبهم لتلك الخطة. وقد أدركت القيادة والحكومة السعودية الرشيدة بحنكتها أبعاد هذه الخطة الماكرة، وأكدت في بيان صادر عن وزارة خارجيتها يوم الأربعاء الموافق 5 فبراير دعمها الثابت لقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مشددة على أن هذا الموقف راسخ وثابت ولا يتزعزع، وأنه ليس محل تفاوض أو مساومة. وأضافت أنها لن تتوقف عن العمل الجاد في سبيل تحقيق هذا الهدف، وأنها لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك، مؤكدة رفضها القاطع المساس بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، سواء من خلال سياسات الاستيطان الإسرائيلي، أو ضم الأراضي الفلسطينية، أو السعي لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.
لذا، على الفلسطينيين التمسك بوحدة صفهم، لأن المستقبل قد يحمل ما هو أسوأ.
وعلى الصهاينة وأعوانهم أن يدركوا جيدًا أنهم لن يتمكنوا من جر القيادة والحكومة السعودية إلى شراك المناورات الإعلامية والضغوط السياسية الزائفة.
وعلى الرئيس الأمريكي أن يعي أن القرارات السيئة لا يتخذها إلا من يتجاهلون المعرفة والخبرة المتراكمة لدى المختصين، ومن لا يشجعون المناقشات والحوارات معهم. وإذا أراد أن يكون بطلًا للسلام وأن يحقق الاستقرار والازدهار للشرق الأوسط، فعليه أن ينقل المقربين إليه من الإسرائيليين إلى ولاية ألاسكا، ثم إلى غرينلاند بعد ضمها.
وعلى العالم العربي والإسلامي أن يستلهم الحكمة الصينية التي تتجلى في لغتها، حيث تكتب كلمة "أزمة" في شكل حرفين (wei-ji)، وتعني "خطر" و"فرصة". فالحرف الأول يشير إلى الخطر الذي نواجهه جراء الأزمة، بينما يمثل الحرف الثاني الفرصة التي يمكننا اغتنامها للاستفادة من الدروس المستفادة خلال مراحل الأزمة، وتقليل خطر حدوثها مرة أخرى، أو على الأقل الاستعداد لها في المستقبل.
خاتمة: من روائع الشاعر عبدالله الطلحي الهذلي:
حنا على رجمٍ هبوبه عنيفه
ومن حولنا نوٍ له رعود وبروق
واهل الردى كلٍ ينادي حليفه
وابليس في درب الردى ساقهم سوق
الحر ما ياقع على لحم جيفه
يوم ان غيره يرخي الراس ويذوق
طرد السراب نهايته للكسيفه
يا اللي تقولوا كل مطرود ملحوق
وفي سياق هذه الاستراتيجية المزعومة، يندرج ما عرضه الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب من خطة مكتوبة للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير سكانه قسرًا. هذه الخطة تعني أن السياسة الخارجية الرسمية للولايات المتحدة تسعى نحو احتلال غير قانوني لأراضٍ ذات سيادة، وتنفيذ تطهير عرقي للسكان، وهو ما يتماشى مع منهج إسرائيل، ويعد جريمة ضد الإنسانية. إن المتأمل في نشأة إسرائيل واستمرارها، يدرك تمام الإدراك أن هذه الخطة وضعت وأقرت من قبل الكيان الصهيوني، ثم سُلمت لحليفهم ليقوم بعرضها من على منصة البيت الأبيض.
إن قدرة اليهود على إثارة الفتن وإشعال الحروب متجذرة في التاريخ الإنساني. وليس من المستغرب أن دولًا غربية عديدة قامت بطردهم من أراضيها بين القرنين الثالث عشر والسادس عشر. وتشمل هذه الدول: إنجلترا (1275)، وفرنسا (1306)، وسكسونيا (1348)، وهنغاريا (1360)، وبلجيكا (1370)، وسلوفاكيا (1380)، والنمسا (1430)، وهولندا (1444)، وإسبانيا (1492)، وليتوانيا (1495)، والبرتغال (1498)، وإيطاليا (1540)، وبافاريا (1551). كما عانت دول أخرى مثل روسيا وألمانيا وغيرها خلال القرنين الماضيين، ولا يزال العالم العربي يعاني من احتلالهم الغاشم للأراضي الفلسطينية.
ولا يخفى على أحد دهاءهم ومكرهم، فهم بارعون في تضليل الرأي العام ودفع الخصوم إلى مواقع دفاعية، من خلال خلق واقع زائف تصبح معه الأفكار والمشاريع الوهمية خيارًا مطروحًا للنقاش. فالخطة التي طرحها ترامب تهدف إلى إثارة ضجة إعلامية، تسعى إسرائيل من خلالها إلى تشتيت انتباه الرأي العام، وتحويل الخطاب السياسي العالمي من إدانة ومطالبة بوقف العدوان والاحتلال، إلى البحث عن بدائل وخيارات، وأن تستخدم هذه الخطة كورقة تفاوضية لكسب التطبيع مع القوى العربية والإسلامية الكبرى، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
إلا أن الشرفاء في الدول العربية والإسلامية والعالم، وكذلك داخل أمريكا والمنظمات الدولية، قد أعلنوا استنكارهم وشجبهم لتلك الخطة. وقد أدركت القيادة والحكومة السعودية الرشيدة بحنكتها أبعاد هذه الخطة الماكرة، وأكدت في بيان صادر عن وزارة خارجيتها يوم الأربعاء الموافق 5 فبراير دعمها الثابت لقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مشددة على أن هذا الموقف راسخ وثابت ولا يتزعزع، وأنه ليس محل تفاوض أو مساومة. وأضافت أنها لن تتوقف عن العمل الجاد في سبيل تحقيق هذا الهدف، وأنها لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك، مؤكدة رفضها القاطع المساس بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، سواء من خلال سياسات الاستيطان الإسرائيلي، أو ضم الأراضي الفلسطينية، أو السعي لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.
لذا، على الفلسطينيين التمسك بوحدة صفهم، لأن المستقبل قد يحمل ما هو أسوأ.
وعلى الصهاينة وأعوانهم أن يدركوا جيدًا أنهم لن يتمكنوا من جر القيادة والحكومة السعودية إلى شراك المناورات الإعلامية والضغوط السياسية الزائفة.
وعلى الرئيس الأمريكي أن يعي أن القرارات السيئة لا يتخذها إلا من يتجاهلون المعرفة والخبرة المتراكمة لدى المختصين، ومن لا يشجعون المناقشات والحوارات معهم. وإذا أراد أن يكون بطلًا للسلام وأن يحقق الاستقرار والازدهار للشرق الأوسط، فعليه أن ينقل المقربين إليه من الإسرائيليين إلى ولاية ألاسكا، ثم إلى غرينلاند بعد ضمها.
وعلى العالم العربي والإسلامي أن يستلهم الحكمة الصينية التي تتجلى في لغتها، حيث تكتب كلمة "أزمة" في شكل حرفين (wei-ji)، وتعني "خطر" و"فرصة". فالحرف الأول يشير إلى الخطر الذي نواجهه جراء الأزمة، بينما يمثل الحرف الثاني الفرصة التي يمكننا اغتنامها للاستفادة من الدروس المستفادة خلال مراحل الأزمة، وتقليل خطر حدوثها مرة أخرى، أو على الأقل الاستعداد لها في المستقبل.
خاتمة: من روائع الشاعر عبدالله الطلحي الهذلي:
حنا على رجمٍ هبوبه عنيفه
ومن حولنا نوٍ له رعود وبروق
واهل الردى كلٍ ينادي حليفه
وابليس في درب الردى ساقهم سوق
الحر ما ياقع على لحم جيفه
يوم ان غيره يرخي الراس ويذوق
طرد السراب نهايته للكسيفه
يا اللي تقولوا كل مطرود ملحوق